Adab Duca
آداب الدعاء المسمى أدب المرتعى في علم الدعا
Genres
منه قصة داود -عليه السلام- لما ابتلي بالمصيبة، وخر ساجدا أربعين يوما لا يأكل ولا يشرب، وهو يبكي حتى نبت العشب حول رأسه وهو ينادي ربه -عز وجل- ويسأله، وكان يقول في سجوده: سبحان خالق النور، الحائل بين القلوب، سبحان خالق النور، إلهي خليت بيني وبين عدوي إبليس، فلم أقم لفتنته؛ إذ نزلت بي، سبحان خالق النور، إلهي لم أفارق الزبور ، ولم أتعظ بما وعظت به غيري، إلهي أمرتني أن أكون لليتيم؛ كالأب الرحيم، وللأرملة؛ كالروح الرحيم، فنسيت عهدك، سبحان خالق النور، إلهي بأي عين أنظر إليك يوم القيامة، وإنما ينظر الظالمون من طرف خفي، سبحان خالق النور، إلهي الويل لداود من الذنب العظيم الذي أصاب، سبحان خالق النور، إلهي الويل لداود إذا كشف عنه الغطاء، فيقال: هذا داود الخاطئ، سبحان خالق النور، إلهي أنت المغيث وأنا المستغيث، فمن يدعو المستغيث إلا المغيث، سبحان خالق النور، إلهي إليك فررت بذنوبي، واعترفت بخطيئاتي، فلا تجعلني من القانطين، ولا تخزني يوم الدين.
قال: فأتاه آت: أجائع أنت فتطعم؟ أظمآن أنت فتسقى؟ أمظلوم أنت فتنصر؟ ولم يجبه في ذكر خطيئاته. قال: فصاح صيحة هاج ما حوله، ثم نادى: يا رب! الذنب الذي أصبت، فنودي: يا داود! ارفع رأسك؛ فقد غفرت لك.
وعن وهب: أن داود أتى قبر أوريا فقام عنده، وجعل التراب على رأسه، ثم نادى، فقال: الويل لداود، ثم الويل الطويل لداود، سبحان خالق النور، الويل لداود، ثم الويل لداود، إذا نصبت الموازين، سبحان خالق النور، الويل لداود، ثم الويل الطويل لداود، حين يسحب على وجهه مع الخاطئين إلى النار، سبحان خالق النور، الويل لداود، ثم الويل الطويل لداود. قال: فأتاه نداء من السماء: يا داود! قد غفرت لك ذنبك، ورحمت بكاءك، وأقلت عثرتك.
ومن ذلك قصة يونس، وقول الله تعالى: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}.
قال الله -عز وجل-: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين}.
Page 138