230

Adab Duca

آداب الدعاء المسمى أدب المرتعى في علم الدعا

Genres

أعضاؤهم فيه الشهود وسحتهم ... نار وحاكمهم شديد الباس إن تمطل اليوم الحقوق مع الغنى ... فغدا تؤديها مع الإفلاس

ظلم العباد شر مكتسب؛ لأن الحق لآدمي مطبوع على الشح، فلا يترك من حقه شيئا، لا سيما مع شدة حاجته يوم القيامة؛ فإن الأم تفرح يومئذ إذا كان لها حق على ولدها لتأخذه منه، ومع هذا، فالغالب أن الظالم تعجل له العقوبة في الدنيا، وإن أمهل، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته))، ثم تلا: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}.

كان بعض أكابر التابعين، قال لرجل: يا مفلس! فابتلي القائل بالدين والحبس بعد أربعين سنة. وضرب رجل أباه وسحبه إلى مكان، فقال رجل رآه: إلى هنا رأيت هذا مضروبا، قد ضربه الله فكبه.

وصادر بعض وزراء الخلفاء رجلا وأخذ منه ثلاثة آلاف دينار، فبعد مدة غضب الخليفة على الوزير وطلب منه عشرة آلاف دينار، فجزع أهله من ذلك، فقال: ما يؤخذ مني أكثر من ثلاثة آلاف، كما كنت ظلمت، فلما أدى ثلاثة آلاف دينار، وقع الخليفة بالإفراج عنه.

Page 290