الحُلو لا الحامض، مقاطيعه رائقة، ومعانيه بالقلوب لائقة. اجتمعت به في شوق الكتب بالقاهرة في سنة ثمانٍ وثلاثين وسبع مئة.
وأنشدني من لفظه لنفسه:
أقول شبه لما جيْد الرشا ترفًا ... يا معمِلَ الفكر في نظْمٍ وإنشاءِ
فظلّ يُجهد أيامًا قريحته ... وشبّه الماء بعد الجهد بالماءِ
فقلت له: أطلقت الرشا ههنا، ولو قلت الرشا الذي سباني، أو جيد معذّبي لكان أقعد في التوطئة، ثم أنشدته فيما بعد لنفسي:
أقول شبّه لنا كأسًا إذا مزج ال ... ساقي طلاها اهتدى في ليله الساري
فظل يُجهد أيامًا قريحته ... وشبّه النار بعد الجهد بالنارِ
فقال: إلا أنني أنا أتيت بالمثل السائر، فأنشدته فيما بعد لنفسي:
أتى الحبيب بوجهٍ جلَّ خالقه ... لما براه بلطف فتنة الرائي
فلاح شخصً عذولي وَسْط وَجْنته ... فقلت شبّهه لي في فرط لألاء
فراح يُجهد أيامًا قريحته ... وشبّه الماء بهد الجهد بالماء
قلت: وأصل هذا المثل أن الوجيه ابن الذروي دخل يومًا إلى الحمّام ومعه ابن وزير الشاعر، فقال ابن وزير:
لله يومي بحمّامٍ نعمتُ بها ... والماء ما بيننا من حولها جارِ
كأنه فوق شفّاف الرخام ضحىً ... ماءٌ يسيل على أثواب قصّارٍ