242

Mawsūʿat al-aʿmāl al-kāmila liʾl-Imām Muḥammad al-Khaḍr Ḥusayn

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Editor

علي الرضا الحسيني

Publisher

دار النوادر

Edition Number

الأولى

Publication Year

1431 AH

Publisher Location

سوريا

Genres

باتباعهم له ليسوا على أمر حقيقي من التدين.
والنصارى تكفر اليهود؛ لعدم إيمانهم بالمسيح، وقد جاء لإتمام شريعتهم، ونشأ عن هذا النزاع عداوة اشتدت بها الأهواء والتعصب حتى صار كل فريق منهما يطعن في دين الآخر، وينفي عنه أن يكون له أصل من الحق.
﴿وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ﴾:
﴿يَتْلُونَ﴾: يقرؤون. واليهود يقرؤون التوراة، والنصارى يقرؤون الإنجيل.
والمعنى: قالوا ذلك في حال كونهم من أهل العلم والكتاب.
﴿كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ﴾:
﴿كَذَلِكَ﴾ في الأصل كاف التشبيه متصلة باسم الإشارة إلى البعيد، وكثيرًا ما تستعمل في تشبيه شيء تقدم ذكره، وقد تُجرد من معنى التشبيه، وتُستعمل لمجرد تثبيت الخبر المتقدم عليها، أو المتأخر عنها، كما وردت في هذه الآية؛ فإن تشبيه قول الذين لا يعلمون بقول اليهود والنصارى قد حصل بقوله تعالى: ﴿مِثْلَ قَوْلِهِمْ﴾، ولفظ (كذلك) إنما وقع موقع تثبيت الخبر، أعني قوله تعالى: ﴿قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ﴾؛ كما وردت لهذا المعنى في قوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ﴾ [البقرة: ١١٨]. والذين لا يعلمون: الذين لا يتلون الكتاب من مشركي العرب وغيرهم؛ فإنهم يقولون في المسلمين: ليسوا على شيء؛ أي: إنهم على ديانة باطلة.
والهدف الذي ترمي إليه الآية هو أن إنكار اليهود والنصارى لرسالة النبي ﷺ لا ينبغي أن يثير شبهة على عدم صحتها؛ حيث يسبق إلى أذهان

1 / 208