Acmal Kamila
موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين
Genres
{بديع السماوات والأرض}:
لما ذكر أنه مالك لجميع ما في السماوات والأرض، وأن كل من فيها خاضع لسلطان مشيئته وقدرته، ذكر نفس السماوات والأرض، ودل على أنهما من آثار صنعه الحكيم. والبديع: المبدع، من أبدع. والإبداع: اختراع الشيء على غير مثال سبق. وخص السماوات والأرض بالإبدل؛ لأنهما أعظم ما يشاهد من المخلوقات.
{وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون}:
{قضى}: أراد، والفعلان {كن فيكون} من الكون بمعنى: الحدوث. ومن المحتمل القريب أن تكون الجملة واردة على وجه التمثيل؛ أي: تمثيل حصول مراده تعالى دفعة بلا مهلة بحصول ما يؤمر به المطيع الذي يسرع إلى الامتثال عقيب سماع الأمر. والمعنى: إذا أراد الله شيئا، حصل من غير امتناع ولا مهلة؛ كما يحصل ما يؤمر به المطيع الخاضع من غير إباء أو توقف لحظة بعد سماع الأمر.
{وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية}:
هذا معطوف على قوله تعالى: {وقالوا اتخذ الله ولدا} غير أن آية: {وقالوا} قدح في التوحيد، واية: {وقال الذين} قدح في النبوة. و {الذين لا يعلمون}: جهلة المشركين. و {لولا} هنا بمعنى: هلا المفيدة للتحضيض، وهو الحض على الفعل الذي يذكر بعدها وطلبه. والمعنى: هلا يكلمنا الله إما بالذات، وإما بإنزال الوحي إلينا، أو يرينا حجة تقوم على صدق رسالتك. وقالوا هذا على وجه العناد والجحود لأن تكون الآيات التي أقامها الله على صدق رسالته آيات حقا.
Page 216