210

Acmal Kamila

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Genres

و {اتخذ} من الاتخاذ، وهو الصنع والجعل والعمل. والولد معروف، ويطلق على الذكر والأنثى، والواحد والجمع. والذين قالوا اتخذ الله ولدا هم اليهود والنصارى والمشركون، فقد حكى الله عن اليهود أنهم قالوا: عزير ابن الله، وعن النصارى أنهم قالوا: المسيح ابن الله، وعن المشركين أنهم # قالوا: الملائكة بنات الله، فيصح أن يكون الضمير في قوله تعالى: {وقالوا} عائدا على الفرق الثلاث، أو على بعضهم. وقد عرفنا من قبل أن القرآن يجري على الأسلوب المعروف في المخاطبات؛ حيث يسند إلى القوم ما صدر من بعضهم , فلما قال: {وقالت اليهود عزير ابن الله} [التوبة: 30] يكفي في صحة معنى الآية أن يكون هذا القول قد صدر من طائفة منهم.

{سبحانه}:

سبحان: مصدر لسبح بمعنى: نزه، وهو منصوب بفعل لم يسمع من العرب التصريح به معه، والأصل: أسبحه سبحانا، فحذف الفعل، وأقيم المصدر مقامه، وأضيف إلى ضمير المنزه. والمعنى: تنزيه الله تعالى عن السوء، وتبعيده عنه؛ أي: الحكم بنزاهته وبعده عن السوء. والتنزيه يتناول التنزيه بالقلب، وهو اعتقاد أن الله بريء من كل ما لا يليق بكماله، وباللسان؛ كقول: سبحان الله، والأول هو الأصل، والثاني ثمرة له؛ لأن الإنسان إذا اعتقد شيئا، ظهر من قلبه على لسانه.

{بل له ما في السماوات والأرض}:

Page 214