227

Aʿlām al-ḥadīth (Sharḥ Ṣaḥīḥ al-Bukhārī)

أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري)

Editor

د. محمد بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود

Publisher

جامعة أم القرى (مركز البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨ م

Genres

قد تكلم الناس في هذا الصنيع من عائشة، وفي قول رسول الله ﷺ لها: أمسكي عن عمرتك، ما معناه؟ فقال الشافعي: إنما أمرها أن تترك العمل للعمرة من الطواف والسعي، لا أنها تترك العمرة أصلا، وإنما أمرها أن تدخل الحج على العمرة فتكون قارنة، كما فعل ابن عمر أدخل الحج على العمرة فصار قارنا.
وذكر غيره من أهل العلم: أن عائشة كان مذهبها أن المعتمر إذا دخل الحرم حل له جميع ما يحل للحاج إذا رمى جمرة العقبة، فكان يحل لها بعد دخولها الحرم نقض رأسها والامتشاط، وهذا شيء لا يدرى ما وجهه، وعلى ما ذهب إليه الشافعي تكون عمرتها من التنعيم تطوعا لا عن واجب، ولكن أراد ﷺ أن يطيب نفسها حين جزعت إليه، فقالت: كل نسائك ينصرفن بعمرة غيري، فأمر عبد الرحمن بإعمارها من التنعيم، لأن من مذهبه أن القارن يجزيه طواف واحد وسعي واحد، وأشبه الأمور ما ذهب إليه أحمد بن حنبل، وهو أنه فسخ عليها عمرتها، وفسخ الحج في مذهب أحمد عام غير خاص، والله أعلم.
وليلة الحصبة: ليلة النفر.

1 / 324