215

Aʿlām al-ḥadīth (Sharḥ Ṣaḥīḥ al-Bukhārī)

أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري)

Editor

د. محمد بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود

Publisher

جامعة أم القرى (مركز البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨ م

Genres

والإرب والأرب: الحاجة، وأكثر العلماء على منع جماع الحائض فيما دون الفرج، وقد رخص بعضهم في إتيانها فيما دون الفرج.
قلت: وفي الآية من قوله ﷿: ﴿ويسألونك عن المحيض قل هو أذى﴾ معنى حسن يعيا به كثير من الناس، ويذهبون عنه إلى شيء لا يتوجه، وقد يسأل السائل فيقول: ما معنى قوله: ﴿هو أذى﴾ وهل يخفى على أحد أن دم الحيض أذى، وهو أمر معلوم حسا. فما الفائدة في هذا الجواب؟
والمعنى أن الأذى هو المكروه الذي ليس بشديد جدا، كقوله ﷿: ﴿لن يضروكم إلا أذى﴾، وقوله: ﴿إن كان بكم أذى من مطر﴾ والمراد أنه أذى يعتزل منها موضعه لا غيره، ولا يتعدى ذلك إلى سائر بدنها، فلا يجتنبن، ولا يخرجن من البيوت فعل المجوس، وبعض أهل الكتاب، فعلمهم أن الأذى الذي بهن لا يبلغ الحد الذي يجاوزونه إليه، وإنما يجتنب منهن موضع الأذى، فإذا تطهرن حل غشيانهن.

1 / 312