187

Aclam Fikr Islami

أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث

Genres

كما كان أعظم ولعا بإحياء المساجد المندرسة والبحث عن أوقافها حتى أحيا جملة منها، من بينها مسجد كان أحد قناصل الدول الأجنبية قد أدخله في إصطبل دوابه، فتصدى الشيخ لإعادته مسجدا، وجاء به بفعلة فتحوا بابه، وأنشئوا محرابه، ثم انصرفوا إلى بيوتهم، وعادوا في الصباح لإتمامه، فإذا بالمسجد كله قد هدم ووضعت على أرضه قاذورات نجسة، وما وصل نبأ ذلك إلى الشيخ في داره حتى غادرها مسرعا إلى المسجد، وهو يبكي وينتحب، وتجمع الناس حوله خاصة وعامة وارتفعت أصواتهم بالبكاء معه، ثم اشتد هياج العامة وصمموا على البطش بذلك القنصل، وانطلقت جموعهم تحاصره في الخان الذي كان مقيما به، وهو أشبه بالحصن كأغلب أبنية حلب، فتملكه الذعر، وأطل عليهم من طاق في الخان مناديا: «يا معشر المسلمين انصرفوا ولكم علي أن أبني المسجد أحسن بناء»، ولكنهم لم ينصرفوا، وأخذوا يضيقون الحصار عليه، والشيخ معهم.

ولم يجد الوالي بدا من النزول بنفسه لتدارك الأمر، وأعلن أمام الجموع الكبيرة أنه سيبدأ فورا إعادة بناء المسجد ولن ينصرف حتى يتم بناء المحراب أمامه وأمام الشيخ، فهدأت ثورتهم وعدلوا عن حصار القنصل، وتم بناء المسجد على أحسن صورة تليق بعزة الإسلام ومجده، طيب الله ثرى الشيخ وأجزل مثوبته، ورحم الله من عاونهم وعاونوه.

مصطفى الخالدي

1202-1260ه

لا يحضرني تاريخ ولادته [وقبل سنة 1202ه]، وكان شهما فاضلا، ذا ديانة ورياسة، عظيم القدر، تقيا نقيا، خطه حسن، تلقى الفرائض من سليمان أفندي ابن أحمد البوزقيري من أفاضل الروم، وتلقى طرفا من الأمهات الست والشفاء والأربعين النووية وكتاب الشمائل للترمذي عن العالم الأجل المحدث يوسف بدر الدين المدني، الذي تلقى صحيح البخاري سماعا لجميعه مع التحقيق والإتقان والنظر والإمعان على محدث عصره الشيخ عبد الرحمن بن محمد الكزبري الدمشقي الشافعي، عن شيخه السيد علي بن عبد البر الونائي المدني عن المعمر عبد القادر بن أحمد الأندلسي.

وقد رأيت بخط المحدث يوسف بدر الدين أن محمد الأمير الصغير قد أجازه حسبما حواه ثبت والده محمد الأمير الكبير، وقد أجيز السيد مصطفى المشار إليه من جماعة، منهم: السيد يوسف بدر الدين المشار إليه، ومحدث الشام الشيخ حامد بن أحمد العطار، ووالده موسى الخالدي، والسيد محمد وفا، وصاحب الطريقة الشيخ محمد عثمان الميرغني الختم المكي، والشيخ عبد الله بن محمد البديري المقدسي، وكان رحمه الله معروفا بفضله وعلو قدره، وجاهه وعراقة مجده، وهو مصطفى حامد بن موسى بن محمد صنع الله بن خليل بن القاضي شرف الدين بن صالح، ولا عجب فهو من أهل بيت جميعهم علماء ذوو دين وتقوى، كما أشار إلى ذلك محقق المعقول والمنقول صاحب التصانيف المفيدة العلامة الكفوي في تأليفه «طبقات الحنفية» حين ذكر السعد الديري الخالدي أحد أجداد صاحب الترجمة وغيره من بني الديري الخالديين.

وقد توفي السيد مصطفى في السنة الموفية لستين ومائتين وألف، وهو قاض بالقدس الشريف، ودفن بباب الأسباط قرب الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه.

مصطفى المغربي الدرغوثي

1205-1280م

وقفت له على ترجمة في كتاب ألفه ابنه الشيخ عبد القادر المغربي أحد أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق،

Unknown page