أجاب: بل هو الذي عبث بنا، فقد مهد لنا سبيل الحصول على الصك، ثم سرقه منا كي ينال به بغيته من البارون، في حين أنه لا يقبض منا شيئا إلا بعد حصولنا على الإذن.
قال: والآن ماذا نصنع؟
أجاب: نذهب إلى أقرب قرية، ونتمعن في أمرنا عسانا نهتدي إلى طريقة تضمن لنا الفوز على هؤلاء المنافقين.
فوافقوه على اقتراحه وهموا بالمسير، وعند ذلك وصل جنديان، فسألهم واحد منهما قائلا: ألا يوجد بينكم فتى يلقب «بالسيئ البخت»؟ فقال له فيلكس: لعلك تعرفني؟
قال: نعم، فقد عرفتك من هذه الخصلة البيضاء في شعرك.
قال: نعم، أنا هو، فماذا تريد مني؟
أجاب: أريد القبض عليكم، فإنكم متهمون بسرقة الفندق الذي كنتم فيه أمس، وقد ترجل عن جواده من فوره وبيده الأصفاد يريد أن يكبل بها هذا المنكود الذي لم يلقب حقا بالسيئ البخت، وحاول الثلاثة أن يعترضوا، فقال لهم: لا فائدة من اعتراضكم على الإطلاق، فقد صدر إلي أمر قاضي التحقيق بالقبض عليكم والإتيان بكم إلى أوكسر.
قال أحدهم: ولكن بماذا يتهموننا؟
أجاب: أما قلت لكم إنهم يتهمونكم بسرقة الخمارة التي كنتم فيها؟
قال فيلكس: ولكن هم الذين سرقونا.
Unknown page