189

Abū Hurayra rāwiya al-Islām

أبو هريرة راوية الإسلام

Publisher

مكتبة وهبة

Edition Number

الثالثة، 1402 هـ - 1982

ضرب صلعته مرارا!! وقال: " يا أهل العراق .. أتزعمون أني أكذب على الله ورسوله (1) وأحرق نفسي بالنار؟ والله لقد سمعت رسول الله يقول: " إن لكل نبي حرما وإن المدينة حرمي فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ". قال: (واشهد بالله أن عليا أحدث فيها!! فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولاه إمارة المدينة» [صفحة: 38 - 39].

وروى في هامش ص 39: «عن سفيان الثورى عن عبد الرحمن بن قاسم عن عمر بن عبد الغفار: أن أبا هريرة لما قدم الكوفة مع معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة، ويجلس الناس إليه فجاءه شاب من الكوفة لعله الأصبغ بن نباتة فجلس إليه فقال: يا أبا هريرة .. أنشدك بالله أسمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول لعلي بن أبي طالب: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ فقال: اللهم نعم. قال: فأشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديت وليه ثم قام عنه وانصرف» (2).

هذه أخبار مختلفة استشهد بها المؤلف ليدعم زعمه أن أبا هريرة كان عميلا للأمويين، وضاعا للحديث. إلا أن هذه الأخبار مردودة سندا ومتنا.

أولا: أما من حيث السند. فإن ابن أبي الحديد صاحب " شرح نهج البلاغة " نقل هذه الأخبار عن شيخه محمد بن عبد الله أبو جعفر الإسكافي (- 240 ه) وهو من أئمة المعتزلة المتشيعين، والعداء مستحكم بين المعتزلة وأهل الحديث من أواخر القرن الأول الهجري وأصبح متوارثا. وأترك التعريف بأبي جعفر وتزكيته لتلميذه ابن أبي الحديث فيقول: ذكر

Page 195