Abu Hanifa Wa QIyam Insaniyya
أبو حنيفة والقيم الإنسانية في مذهبه
Genres
مولده ونشأته
ولد أبو حنيفة النعمان بن ثابت عام ثمانين من الهجرة، وتوفي عام مائة وخمسين. وفي رواية أنه ولد عام 61. ويقول الموفق المكي: وهذه الرواية تخالف ما تقدم (أي أن مولده كان سنة 80). والصحيح هي الرواية الأولى، وهي المجمع عليها.
3
وعلى كل، فقد عاش في ظل الدولة الأموية ثم في ظل الدولة العباسية، وشهد ما كان لانتقال الخلافة والسلطان من بيت إلى بيت من نتائج وآثار على الإسلام بعامة؛ وفي حياة كثير من الناس بخاصة. إلا أنه - كما سنعرف من سيرته - ثابت الخلق، قوي الشخصية، ماض قدما في سبيل تحقيق رسالته التي أعد نفسه لها، وكان في تحقيقها خير للإسلام والمسلمين وشريعة الله ورسوله.
ولذلك يحسن بنا - قبل التعرض لفقهه وآرائه في التشريع ومذهبه الذي عرف به - أن نستعرض سيرته ونشأته في إجمال، وأن نعرف بيئته الخاصة التي اضطرب في أرجائها، والعوامل التي كان لها أكبر الأثر في توجيهه الوجهة الطيبة التي اختارها.
كان النعمان بن ثابت بن زوطي من أصل فارسي؛ إذ كان جده من أهل «كابل» كما يروون،
4
وقد نشأ تاجرا في الخز، وله دكان معروف في دار عمر بن حريث،
5
وكان أمينا في تجارته، لا يغش ولا يخدع أحدا، حتى كان لا يبيع شيئا معيبا إلا بين ما فيه من عيب.
Unknown page