قال التلميذ: وهبهم بلغوا منهما جهد الطاقة أفيبلغون منهما يا مولاي مبلغ الدول الكبار؟
فأجابه الشيخ: بل يبلغون منهما ما يتعب الدول الكبار، وحسبهم أن يتعبوها فيستريحوا، أو يرجعوا إلى حال خير من قبول الضياع والفناء. •••
ودخلا مصر فقضيا أياما بين ترحيب وتسليم، وبين ربوع وآثار، وسأل الشيخ بلسان أبي الطيب الذي كان يتعصب له ويستعيد شواهده:
أين الذي الهرمان من بنيانه
ما قومه؟ ما يومه؟ ما المصرع؟
ثم أنشد:
تتخلف الآثار عن أصحابها
حينا ويدركها الفناء فتتبع
ثم قال: أشهد وأنا بينهما أنهما لم يفنيا ولم يتبعا. فما أعظم يقين أبي الطيب بفعل الزمن ودولة الفناء!
قال التلميذ: ما هو بأعظم يقينا بالزمن والفناء ودولته من القائل:
Unknown page