سعاة حلال بين غاد ورائح
فما حبس النفس المسيح تعبدا
ولكن مشى في الأرض مشية شائح
أليس في بعض هذا ما ينسب الرجل إلى أمة الهند ودين البرهميين؟ ألست يا سيدي قد رضيت أن تهلك ولا يهلك فروج من بنات الطير لتتداوى بالسليق من لحمه ومائه، وقلت لهم: «استضعفتموه فتداويتم به، ولو كان شبل أسد لما وصفتموه؟»
فجرى السخط في مجراه من قلب الشيخ الكظيم، ومن مجراه في قلبه أن ينقلب هزؤا كلما أوشك أن ينفجر غضبا. وقال: لو صح هذا لما بقيت أمة في الأرض إلا نسبت إليها. ما لكم لا تصدقون أنها الفاقة وأنها الرحمة؟ أبلغ من سوء ظنكم بأنفسكم ألا تفرطوا في أكلة إلا خوفا من غضب معبود؟ وماذا يضيرني من برهما إن غضب وما هو بصاحب نار ولا بصاحب نعيم؟ وما لي ولدين أناس يؤمنون بقداسة بعض الحيوان ونجاسة بعض الإنسان؟ ذلك لا يلمسونه من هيبة ووقاية وهذا لا يلمسونه من كبر وزراية! ويحك! أينسب إلى الهند من يحقن الدماء؟ فما قولكم في الحسام وهو من الهند في المعادن والأسماء؟
ثم قال: ماذا تقولون فيما قلت:
وجدت الشر ينفع كل حين
ومن نفع به حمل الحسام
وليس الخير في وسع الليالي
فكيف نسومها ما لا لا يسام؟
Unknown page