وما أنا إلا قطرة من سحابة
ولو أنني صنفت ألف كتاب
وبين يديه كفر طاب وإنسها
يعيش لفقد الماء عيش ضباب
لعل الذي أنفذت يكفيه ليلة
لإسباغ طهر حان أو لشراب
يقول: لعل هذه الدراهم القليلة، وإن كانت سوداء غير خالصة الفضة، تكفي الشيخ لأن يشتري بها قليلا من الماء لطهره أو لشرابه؛ فإنه معرج على كفر طاب، وهي قليلة الماء، وأهلها يعيشون بها عيش الضباب. وإنما خص الضباب بالذكر؛ لأنها تصبر على العطش. وبعض المحققين من أهل عصرنا يرى أن كفر طاب هي البلدة المسماة الآن بإدلب، وهي قصبة قضاء باسمها، من لواء حلب. ولم تزل قليلة الماء. وفيها يقول أبو العلاء في لزومياته:
أرى كفر طاب أعجز الماء حفرها
وبالس أغناها الفرات عن الحفر
8
Unknown page