المختصر الفتحي: يتصل بكتاب محمد بن سعدان، صنفه لرجل يكنى أبا الفتح محمد بن علي بن أبي هاشم، وكان أبو هذا الرجل تولى إثبات ما ألفه أبو العلاء من جميع كتبه، فألزمه بذلك حقوقا جمة، وأيادي كثيرة. كذا ذكر ياقوت. (68)
معجز أحمد: لم يذكره صاحب الكشف، ويذهب بعضهم إلى أنه هو اللامع العزيزي في شرح شعر المتنبي. ويستفاد من عبارة ابن خلكان أنه غيره، وأن أبا العلاء اختصر ديوان المتنبي، وتكلم على غريبه، وذكر سرقاته وما أخذ عليه في هذا الكتاب. ومن فوائده التي ذكرها فيه، ونقلها عنه أصحاب البديع، استنباطه لنوع من البديع سماه «الطاعة والعصيان» عند كلامه على قول المتنبي:
يرد يدا عن ثوبها وهو قادر
ويعصي الهوى في طيفها وهو راقد
فزعم أنه أراد أن يقول وهو مستيقظ ليطابق بينه وبين راقد، ولما عصاه الوزن عدل عنه إلى قادر، وفيه معنى مستيقظ وزيادة، فأطاعه التجنيس المقلوب بين قادر وراقد، وعصته المطابقة بين رافد ومستيقظ. ورد عليه زكي الدين بن أبي الإصبع بأن ليس في البيت شيء من ذلك، لإمكان أن يقول: وهو ساهر بدل قادر. انتهى. وجل من أتى بهذا النوع من أصحاب البديعيات، لم تسلم أبياتهم من مثل هذا النقد. (69)
ملقى السبيل: مختصر فيه نظم ونثر، ذكره ياقوت وصاحب الكشف، ووقعت لي نسخة منه، فوجدته في المواعظ مرتبا على حروف المعجم، يذكر في كل حرف فقرات من النثر، ثم يتبعها بأبيات من القافية؛ كقوله في حرف الحاء: إن ابن آدم شحيح، سوف يمرض من القوم صحيح، يعصف بعقله الريح؛ إن ذلك لهو التبريح.
يا أيها الممسك الشحيح
سيمرض السالم الصحيح
ما لك لم تنتفع بعقل
هل عصفت بالعقول ريح
Unknown page