لسمى نفسه عمرا
وسمى الكلب وثابا
وقلت: تذكرت بهذين البيتين قصة ظالم، لما جاء إلى النبي
صلى الله عليه وسلم
يريد الإسلام، وكان معه كلب له اسمه: راشد، فسأله - عليه السلام - عن اسمه واسم كلبه، فلما أخبره ضحك عليه السلام، وقال: اسمك راشد واسم كلبك ظالم. وفي رواية أنه كان يسمى غاوي بن ظالم، فسماه - عليه السلام - راشد بن عبد الله. وسبب إسلامه أنه كان سادنا لصنم اسمه سواع، فرأى يوما ثعلبا يعدو عليه ببوله، فكسره، وقال فيه:
أرب يبول الثعلبان برأسه
لقد ذل من بالت عليه الثعالب
وفي القصة، ورواية هذا البيت ونسبته لراشد، اختلاف ليس هذا محل ذكره.
وكان لميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها كلب اسمه مسمار. قال صاحب القاموس: إنه مرض، فقالت: وارحمتا لمسمار. وفي كتاب «فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب» لابن المرزبان، أنها رضي الله عنها كانت إذا حجت خرجت به معها؛ فليس يطمع أحد في القرب من رحلها مع مسمار، فإذا رجعت جعلته في بني جديلة، وأنفقت عليه، فلما مات قيل لها: مات مسمار، فبكت وقالت: فجعت بمسمار.
وفي هذا القدر كفاية، فقد كدنا نخرج عن المقصود. ولولا خوف الإطالة لذكرت أيضا ما ورد من أمثالهم في الكلب ، وهي كثيرة تربو على خمسة وخمسين مثلا ، على أن ما ذكرناه وإن طال فلا يخلو من فائدة، وفي التنقل جمام للأنفس.
Unknown page