323

Abkār al-afkār fī uṣūl al-dīn

أبكار الأفكار في أصول الدين

Genres

سلمنا دلالة ما ذكرتموه على اتصاف الرب تعالى بالسمع ، والبصر ، لكنه ينتقض بباقى الإدراكات من الشم ، والذوق ، واللمس ؛ فإن ما ذكرتموه يوجب كونه تعالى متصفا بها ؛ ولم يقل به قائل.

** والجواب :

** أما السؤال الأول :

لاتصافه بالسمع ، والبصر ؛ فالسمع ، والبصر صفة كمال للحى على ما تقدم تقريره. فإذا لم يكن متصفا بهما ، فهو ناقص ، وسواء كان (ضدهما (1)) هو عدم السمع ، والبصر ، أو معنى ثابتا.

كيف وإن الأدلة (الدالة (2)) على ثبوت الأعراض بعينها دالة على كون أضداد السمع ، والبصر معنى ، وسنبين ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى.

** قولهم

** الأول :

كان مدركا لكونه ساهيا ؛ لما كان ساهيا ، فإذن ليس كل معنى يكون مدركا.

** الثانى :

، أو فيما لا يكون من صفات الحى.

الأول : مسلم. والثانى : ممنوع ؛ ولكن لم قلتم بأن المانع من صفات / الحى إذ المانع من الإدراك بالسمع ، والبصر ، في اليد ، والرجل عندنا ؛ مجانس للمانع في الجماد.

** الثالث :

إذا لم يلزم ، الأول : ممنوع ، والثانى : مسلم.

والموانع لو لزم أن تكون مدركة ؛ للزم من عدم إدراكها ، إدراك مانعها ، وهلم جرا ، إلى غير النهاية ؛ وهو محال.

Page 405