238

Abkār al-afkār fī uṣūl al-dīn

أبكار الأفكار في أصول الدين

Genres

على أننا نقرر قاعدة في معنى المحبة ، والرضا ، والإرادة ؛ يمكن التوصل منها إلى تأويل كل ما يرد من هذا القبيل فنقول : أما المحبوب ، والمرضى في حق الله تعالى فمعناه : أنه ممدوح عليه في العاجل ، ومثاب في الآجل. والمسخوط في مقابلته.

فعلى هذا معنى قوله تعالى ( لا يحب الله الجهر بالسوء ) (1) وقوله : ( لا يحب الفساد ) (2)، وقوله ( لا يرضى لعباده الكفر ) (3) أنه غير ممدوح عليه في العاجل ، ولا مثاب عليه في الآجل.

وهكذا تأويل كل ما يرد من هذا القبيل.

وقد يمكن حمل قوله تعالى : ( ولا يرضى لعباده الكفر ) على المؤمنين من عباده ، ويكون اختصاصهم بلفظ العباد تشريفا ، وتكريما (4) لهم (4) كما في قوله تعالى : ( عينا يشرب بها عباد الله ) (5) والمراد به المؤمنون.

** وأما الإرادة :

بإيجاده ، أو إعدامه ، فإذا قيل : إن الشيء مراد : قد يراد به : أن التكليف به ؛ هو المراد ، لا عينه وذاته. وقد يراد به : أنه في نفسه مراد ؛ أى إيجاده ، أو إعدامه. فعلى هذا ما وصف بكونه مرادا ، ولا وقوع له ؛ فليس المراد به إلا إرادة التكليف به فقط.

وما قيل إنه غير مراد ؛ وهو واقع ؛ فليس المراد به ؛ إلا أنه لم يرد التكليف به فقط.

ومن حقق هذه القاعدة أمكنه التقصى عن قوله تعالى ( وما الله يريد ظلما للعباد ) (6) بأن يقول : المراد به : إنما هو نفى الإرادة بالتكليف به ، [لا نفى] (7) إرادة حدوثه. وكذا قوله : ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) (8) معناه : الأمر باليسر ، ونفيه عن العسر.

Page 320