228

Abkār al-afkār fī uṣūl al-dīn

أبكار الأفكار في أصول الدين

Genres

خير ، ومريد الشر ؛ شرير ، والاتصاف بكونه شريرا ؛ من صفات القبح ؛ فلا يكون البارى تعالى متصفا به.

** المحال الثالث :

وما نهى عنه واقع. فلو كان مريدا لما وقع من المنهيات ، ولما لم يقع من الطاعات ؛ للزم أن يكون قد نهى عما أراد ، وأمر بما لم (1) يرد (1).

ولا يخفى ما في ذلك من التناقض ، وتكليف المحال ؛ فيجب تنزيه الرب تعالى عنه. كيف وقد ورد الكتاب العزيز بما يدرأ ذلك. وهو قوله تعالى ( والله لا يحب الفساد ) (2)، وقوله تعالى ( ولا يرضى لعباده الكفر ) (3)، وقوله تعالى ( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما ) (4)

وقوله تعالى : ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) (5) وقوله تعالى ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول ) (6) وقوله تعالى : ( وما الله يريد ظلما للعباد ) (7) وقوله تعالى : ( تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة ) (8) وقوله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) (9) وقوله تعالى : ( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ) إلى قوله تعالى ( إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون ) (10) حيث كذبهم في قولهم ، إلى غير ذلك من الظواهر التى يستقصى ذكرها في مسألة خلق الأعمال (11).

سلمنا أنه مريد بإرادة وجودية قديمة قائمة بذاته ، وأنها متعلقة بجميع المتعلقات الجائزة ، ولكن لا نسلم أنها واحدة.

وإن سلمنا أنها واحدة ؛ فلا نسلم أنها غير متناهية في ذاتها ، ولا بالنظر إلى متعلقاتها.

Page 310