281

A Righteous Response to the Vile Criminal

الرد القويم على المجرم الأثيم

Publisher

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٣ هـ

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

فجوابه أن يقال هكذا قال المؤلف «الأولون» وصوابه «الأولين» وقد تقدم التنبيه على ذلك في أول الفصل، وقد اقتصر المؤلف تبعًا لأبي رية على هذه القطعة من كلام ابن قتيبة لأن غاية قصدهما سب أبي هريرة ﵁ وإلصاق العيوب به. وقد أجاب ابن قتيبة عن ذلك بقوله فلما أخبرهم أبو هريرة بأنه كان ألزمهم لرسول الله ﷺ لخدمته وشبع بطنه وكان فقيرًا معدمًا وأنه لم يكن ليشغله عن رسول الله ﷺ غرس الودي ولا الصفق بالأسواق، يعرض أنهم كانوا يتصرفون في التجارات ويلزمون الضياع في أكثر الأوقات وهو ملازم له لا يفارقه فعرف ما لم يعرفوا وحفظ ما لم يحفظوا - أمسكوا عنه انتهى.
ولم يثبت عن أحد من الصحابة ﵃ أنه أنكر على أبي هريرة ﵁ كثرة الرواية إلا ابن عمر وعائشة ﵄. وقد تقدم ذكر ذلك في الفصل الذي قبل هذا الفصل وفيه أن ابن عمر ﵄ قال أكثر أبو هريرة على نفسه فقيل له هل تنكر شيئًا مما يقول قال لا، وتقدم أيضًا عن ابن عمر ﵄ أنه اعترف لأبي هريرة ﵁ بأنه كان ألزمهم لرسول الله ﷺ وأعلمهم بحديثه، وتقدم عن عائشة ﵂ أنها قالت لأبي هريرة ﵁ أكثرت الحديث عن رسول الله ﷺ فقال إنه والله ما كانت تشغلني عنه المكحلة والخضاب ولكن أرى ذلك شغلك عما استكثرت من حديثي قالت لعله. وفي رواية أن أبا هريرة ﵁ لما قال لعائشة ﵂ يا أماه إنه كان يشغلك عن رسول الله ﷺ المرآة والمكحلة والتصنع لرسول الله ﷺ وإني والله ما كان يشغلني عنه شيء. فسكتت. وهذا يدل على إقرارها لأبي هريرة ﵁ بالحفظ.
قال العلامة المحقق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في كتابه «الأنوار الكاشفة» إن أبا هريرة كان شديد التواضع، وعائشة معروفة بالصرامة وقوة العارضة فجوابه يدل على قوة إدلاله بصدقه ووثوقه بحفظه، ولو كان عنده أدنى تردد في صدقه وحفظه لاجتهد في الملاطفة فإِن المريب جبان، وسكوت عائشة بل قولها «لعله» أي لعل الأمر كما ذكرت يا أبا هريرة يدل دلالة واضحة أنه لم يكن عندها ما يقتضي اتهام أبي هريرة، هذا وحجة أبي هريرة واضحة فإِن عائشة لم تكن ملازمة للنبي ﷺ بل انفردت عن الرجال بصحبته ﷺ في الخلوة، وقد انفردت

1 / 280