إن هذه التعليمات لا تصدق بالطبع على جميع المدن وذلك لأن بعض المدن كمراكز الحج مثلًا لا تجتذب بالضرورة التجارة كما تفعل حاضرة نيسابور.
ومع ذلك يبقى لدينا سؤال: هل أن اسم الرجل، حتى في حالة إشارته في معظم الحالات إلى المكان الذي جاء منه حقيقة، هل يمكن اعتباره دليلًا على طريق التي سلكها في سفره؟ وهذا السؤال أساسي في المناقشة الآتية.
يمكن لشخص يلقب ببغدادي مثلًا أن يسافر من بغداد إلى البصرة ثم يبحر إلى الهند ويصل إلى نيسابور من الشرق في طريقه إلى بغداد. إن الطريقة التي اتبعت هنا جمع النسب الجغرافية كمجاميع كما تقع على الطرق المختلفة المؤدية إلى نيسابور تعمل الكثير على حل هذه المسألة. بينما يمكن لرجل من أصفهان أن يأتي من نيسابور عن طريق بغداد أو بالعكس ففي حالات نادرة فقط، كما جاء في الحالة السابقة عن الرجل الذي يبحر إلى الهند، يحتمل أن يصل رجل من إحدى المدينتين أم من مدينة أخرى تقع على طريق العام لخرسان الشهير أو الطرق المؤدية له إلى نيسابور من جهة الشرق، كما أن المسالك الأخرى قد اختيرت حسب وضوح الطريق العام الذي يصل الأشخاص عبره إلى نيسابور، فالهدف من اختيار النسب