ويجب قضاء الفوائت مرتبة على الفور، لقول الله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي﴾ ١، ولما روي عن أنس ﵁ أن النبي ﷺ قال: "من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك" ٢، وينبغي مراعاة الترتيب في قضاء الفوائت، فعندما شغل الأحزاب النبي ﷺ عن صلاة العصر حتى غابت الشمس، صلى رسول ﷺ العصر أولا ثم المغرب، لما روي عن جابر بن عبد الله ﵄ "أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق بعدما غربت الشمس، فجعل يسب كفار قريش، قال: يا رسول الله، ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب، قال النبي ﷺ: "والله ما صليتها" فقمنا إلى بطحان، فتوضأ للصلاة، وتوضأنا لها، فصلى العصر بعدما غربت الشمس، ثم صلى بعدها المغرب"٣.
وفي جمع النبي ﷺ للصلاة في سفره، كان يقدم الأولى على المتأخرة.
فإن خشي المصلي إن بدأ بالفائتة خروج وقت الحاضرة، بدأ بالحاضرة، وعليه أن يقضي الصلاة على صفتها تبعا لحالها الذي فاتت عليه، من عدد ركعاتها وسريتها وجهريتها، فلو ذكر صلاة حضر في سفر أداها على صفتها في الحضر، والعكس، لحديث أبي قتادة لما ناموا عن صلاة الصبح ثم انتبهوا بعد طلوع الشمس، قال فيه: "..ثم أذن بلال بالصلاة فصلى رسول الله ﷺ ركعتين، ثم صلى الغداة، فصنع كما كان
١ سورة طه، الآية [١٤] .
٢ رواه البخاري ١/١٤٨ كتاب مواقيت الصلاة، باب من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها.
٣ رواه البخاري ١/١٤٧،١٤٨ كتاب مواقيت الصلاة، بابمضن صلى بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت.