وبقي رسول الله ﷺ في نفر قليل من المؤمنين، وثبت للمحنة وهم لم يستطيعوا إيذاءه أو إيذاء حمزة أو أبي بكر أو عمر ومن إليهم لأنهم كانوا ينتمون إلى بطون كبيرة من بطون مكّة ذات السلطان والعزّة، وقد أدرك أولئك القرشيون أنهم لو آذوا رسول الله ﷺ أو واحدًا من كبار المسلمين من حوله لحدث صدع في بنيان قريش (^١).
أمّا بنو مخزوم وهم أخوال عمر ﵁ فهم أشهر من أن يكتب عنهم وهم بنو مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي يلتقون مع بني عدي في كعب بن لؤي، وهم الذين كان فيهم الشرف وكانت فيهم السيادة، فمنهم أبو جهل عمرو بن هشام (^٢)، لعنه الله، كان من سادات قريش وزعمائها وهو الذي نزل فيه قول الله ﷿: ﴿إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُومِ طَعَامُ الأَثِيمِ كَالمُهْلِ يَغْلِي فِي البُطُونِ كَغَلْيِ الحَمِيمِ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿ذُقْ إِنَّّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ﴾ (^٣).