عند دور آل عمر بن عبد الله بن عمران المخزومي، قال: فخرجت ليلة أريد جلسائي أولئك في مجلسهم ذلك، فجئتهم فلم أجد فيه منهم أحدًا، فقلت: لو أني جئت فلانًا الخمار وكان بمكة يبيع الخمر، لعلي أجد عنده خمرًا فأشرب منها، فخرجت فجئته فلم أجده فقلت: لو أني جئت الكعبة فطفت بها سبعًا أو سبعين، فجئت المسجد أريد أن أطوف بالكعبة، فإذا رسول الله ﷺ قائم يصلي، وكان إذا صلى استقبل الشام وجعل الكعبة بينه وبين الشام (^١)، وكان مصلاه بين الركنين: الركن الأسود، والركن اليماني، فقلت حين رأيته: والله لو أني استمعت لمحمد الليلة حتى أسمع ما يقول، فقلت: لئن دنوت منه أستمع منه لأروعنه، فجئت من قبل الحجر،
(^١) كان ﷺ يصلي قبل أن تفرض عليه الصلوات الخمس صلاة بالغداة وصلاة بالعشي انظر: ابن حجر/ فتح الباري ٨/ ٦٧١.
وكان ﷺ يتجه في صلاته إلى بيت المقدس حتى حوله الله ﷿ إلى الكعبة لما نزل قوله تعالى: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ سورة البقرة الآية: ١٤٤. فتوجه ﷺ إلى الكعبة وكان ذلك بعد الهجرة على رأس ثمانية عشر شهرًا بعد أن صلّى ﷺ إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا. السيرة في ضوء المصادر الأصلية ص: ٣٣٥، ٣٣٦.