فقال بخبث: أجل، الحشيش حياتي!
فتطاير الشرر من عينيها، وهي تقول وقد حدثتها نفسها بأن تصك خديه السوداوين: والحشيش الآخر؟!
فقال متهكما: أنا لا أحرق إلا صنفا واحدا. - أنت لا تحرق إلاي. لماذا لا تسهر في مكانك المعتاد من السطح؟! - ولماذا لا أسهر حيث يروقني السهر؟ على السطح، في المحافظة، في قسم الجمالية؟ ما شأنك أنت؟ - لماذا غيرت مكان سهرتك؟
فصعد الرجل رأسه وصاح: اللهم فاشهد، أعفيتني حتى الآن من محاكم الحكومة ونصبت لي محكمة دائمة في بيتي (ثم طامن رأسه كرة أخرى واستدرك) ألا فاعلمي أن بيتنا قد أصبح مشبوها، والمخبرون يجوسون حوله.
فسألته بسخرية مرة: ترى هل هذا الشاب المتهتك من بين هؤلاء المخبرين الذين أطاروك عن عشك؟!
آه، صار التلميح تصريحا! واربد وجهه الضارب للسواد، وسألها بصوت ينم عن الضجر: أي شاب هذا؟ - الفاجر الذي تقدم له الشاي بنفسك كأنك رددت صبيا كسنقر! - ما في ذلك من عيب، فالمعلم يخدم زبائنه كالصبي سواء بسواء.
فسألته متهكمة بصوت متهدج من الغضب: لماذا لا تخدم عم كامل مثلا؟ لماذا لا تخدم إلا الفاجر؟ - الحكمة توجب خدمة الزبائن الجدد! - الكلام سهل على من يريده، ولكن فعلك فاضح فاجر.
فأومأ إليها بيده منذرا وهو يقول: أمسكي لسانك يا مجنونة. - الناس جميعا يكبرون فيعقلون!
فقرض أسنانه وسب ولعن؛ ولكنها لم تباله واستطردت تقول: أناس يكبرون فيعقلون، أما أنت فكلما كبرت قل عقلك. - خرفت يا مرة! خرفت وحياة الحسين! عليه العوض!
فصاحت بصوت غليظ مرتعش النبرات: الرجال أمثالك يستأهلون العذاب. هلا كفيتنا شر الفضائح! هلا كفيتنا ذل الشماتة! - عليه العوض! عليه العوض!
Bog aan la aqoon