وله روايات عن سعيد بن المسيب عن أبيه يدل فيه على أن عبدالمطلب كان مشركا.
وحديثه في أبي طالب يقول: وكان عقيل ورث أبا طالب، ليدل به على موت أبي طالب كافرا.
وحديثه عن ابن المسيب عن أبيه أيضا، يذكر فيه موت أبي طالب كافرا، وهو الذي ذكر فيه عبدالمطلب، وإن كان قد روي نحوه عن أبي هريرة بدون ذكر عبدالمطلب، فالزهري متهم بتوليد السند على طريقة سراق الحديث.
مع أن رواية أبي هريرة لم تصح عنه، وإن كان قد رواها مسلم وأخرجها الترمذي في جامعه وقال حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن كيسان(1) ففي سندها يزيد بن كيسان وفيه كلام وخلاف.
وإن صحت عن أبي هريرة فهي مرسلة؛ لأن أبا هريرة لم يكن حاضرا وقت موت أبي طالب، لتقدم موته قبل الهجرة وتأخر مجيء أبي هريرة إلى عام خيبر بعد الهجرة بكثير.
فلعل الزهري شعر بذلك وأراد نصرته بتوليد سند آخر ولعل أبا هريرة أسقط الواسطة لكون الواسطة متهما لا تقبل روايته في هذا الباب كعمرو بن العاص الراوي أن آل أبي طالب ليسو...إلى آخره.
فلعل الزهري فطن لذلك فولد له سندا غريبا، وقلت: (سندا غريبا)؛ لأن رواية الزهري له عن سعيد بن المسيب عن أبيه المسيب بن حزن عن رسول الله وهذا المسيب لا نسلم أنه من الصحابة، ولا هو معروف بالحديث عن رسول الله إلا روايتين من طريق الزهري: إحداهما هذه، والثانية عن المسيب أن رسول الله قال لأبيه حزن: ما اسمك؟... الحديث، لم يذكر أن المسيب سمعه من رسول الله ويحتمل أن أباه حزن أخبره به، وإلا رواية طارق عن ابن المسيب عن أبيه أنه بايع رسول الله يوم الحديبية، وأنه كان حاضرا ذلك العام معهم فنسوا الشجرة من العام المقبل.
Bogga 52