يؤكد هذا الوجه ما رواه الحاكم في المستدرك(1) عن ابن أبي مليكة عن ابن الزبير: أن عليا ذكر ابنة أبي جهل فبلغ ذلك رسول الله فقال: ((إنما فاطمة بضعة مني)) الحديث، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
قلت: فقال في هذه الرواية (ذكر) ولم يقل: (خطب) والذكر لا يتعين أنه خطبة؛ لأن الخطبة طلب الزواج، والذكر يحصل بدون طلب الزواج، وقد يكون علي عليه السلام ذكر بنت أبي جهل بما ذكرت سابقا أنه يمكن، وقد يكون ذكرها بالصلاح وحسن الإسلام نظرا إلى الفرق بينها وبين أبيها، أو غير ذلك من أسباب الذكر، لا لغرض الزواج، فلا دلالة على الخطبة، ولا متابعة للزهري في روايته للخطبة في ذلك كله.
هذا، وابن أبي مليكة متهم في هذا الباب، فلا تؤكد روايته نفس الذكر؛ لأنه يحتمل أنه سمع من الزهري أو الزهري سمع منه الذكر فجعله خطبة.
ومن تتبع روايات ابن أبي مليكة في الفضائل عند البخاري ومسلم عرف ميله عن علي عليه السلام وأنه يشبه الزهري، فليبحث من شك في ذلك.
Bogga 37