التي له، في ذي القعدة من سنة أربع وسنعين ومائتين، فخرج إليه أبو الجيش. والتقيا بالثنية، من أعمال دمشق فانهزم ابن أبي الساج واستبيح عسكره قتلًا وأسرًا، ففي ذلك يقول البحتري:
وقد تدلت جيوش النصر منزلة ... على جيوش أبي الجيش بن طولونا
يوم الثنية إذ ثنى بكرته ... خمسين ألفًا رجالًا أو يزيدونا
وكتب إلى ابن الساج يوبخه، ويقول له: كان يجب يا قليل المروءة والأمانة أن نصنع برهنك ما أوجبه غدرك! معاذ الله أن تزر وازرة وزر أخرى.
ورجع أبو الجيش إلى مصر في سنة خمس وسبعين ومائتين. فعاد محمد بن ديوداذ، وعاث عليه في أطراف بلاده، فقصده فانهزم بين يديه، فوصل ابن طولون خلفه إلى الفرات. وهرب ابن أبي الساج، ولحق بأبي أحمد الموفق، فانضم إليه فخلع عليه، وأخرجه معه إلى الجبل، وذلك في سنة ست وسبعين ومائتين فولى أبو الجيش على حلب غلام أبيه ظغج بن جف والد الإخشيد أبي برك محمد بن طغج.
ودعا يازمار، والي الثغور لخمارويه بطرسوس والثغور، وحمل إليه خماروية خمسين ألف دينار، وحمل إليه قبل الدعاء له ثلاثين آلف دينار ليتفقها في سبيل الله ومائة وخمسين ثوبًا ومائة وخمسين دابة وسلاحًا كثيرًا وذلك في سنة سبع وسبعين ومائتين.
1 / 51