وحينما خرج كاوه على الضحاك؛ يقول المغان 12: إن الله سبحانه وتعالى بعث الوحى إلى أفريدون على لسان ملاك اسمه نيروسنگك ليتحد مع كاوه ويقبض على الضحاك ويقيده، ويحمله إلى جبل دباوند 13، ويسجنه فى جب هناك. ثم ذهب أفريدون مع كاوه، واجتمع حوله الجند من كل مكان، فحسده إخوته، وتحينوا الفرصة حتى يقتلوه، وحينما نزل أفريدون وأتباعه على جبل، صعد إخوة أفريدون إلى أعلى الجبل ودحرجوا حجرا كبيرا على أفريدون، وكان نائما، فاستيقظ حينما سقط الحجر بالقرب منه، وصاح بالحجر وقال: ينبغى أن يقف ذلك الحجر هناك، وتعجب إخوته وجميع الجند، وتيقنوا أن كل ما يفعله أفريدون إنما هو بتأييد من السماء.
ثم ذهب إلى منزل الضحاك ومدينته التى كانوا يسمونها كنگك دژ. وكان الضحاك قد صنع هناك الأسحار، وفعل أخوه من أنواعها سبعين نوعا؛ فصنع أشياء مثل الحيات والأسد والببر والنمر وما شابه ذلك؛ بحيث لا يستطيع أحد قط الدخول فى قصر الضحاك دون إذن منه.
ولما وصل أفريدون إلى بابل دخل كثير من رجال الضحاك فى طاعته فكثر جنده، ودخلوا قصر الضحاك (بعد أن) أبطلوا سحره بالتعاويذ الصادقة، ودخل أفريدون قصر الضحاك وجلس مكانه. وكان الضحاك قد ذهب إلى الهند، فقدم إليه الخازن وقص عليه ما كان من أمر أفريدون، فقال الضحاك: الأمر للضيف على المضيف.
فقال الخازن: أى ضيف جالس نساءك؟!!. فغضب الضحاك، وصاح على الخازن، وسحر نفسه باشقا وأتى إلى سطح القصر فرأى نساءه وأخوات جمشيد أرنواز وشهر ناز يجلسن مع أفريدون، فلم يطق صبرا، وألقى بنفسه من فوق سطح القصر، وتحول من تلك الصورة إلى صورته الحقيقية، فحمل أفريدون العمود المعروف" بگرز گاوسار" أى العمود الذى فى رأسه صورة ثور، وطلب القوة من الله تعالى، واستعان بالملائكة؛ وطلب الضحاك القوة من الشياطين. وأتت الملائكة ونصرت أفريدون، وأبطلوا سحر الضحاك، وقبض أفريدون على الضحاك، وقطع من جلده وترا، وشده وثاقا، وحمله إلى جبل دماوند.
وفى الطريق غلب النعاس على أفريدون فأمر بنداد بن فيروز أن يحرس الضحاك؛ لأن بنداد هذا كان معروفا بالشجاعة والجرأة. ونام أفريدون فقال الضحاك لبنداد: لو تطلق سراحى أعطيك نصف الملك، فسمعه أفريدون فشدد الوثاق عليه، وسموا ذلك المكان" نوبندگان". ثم حمله إلى دوماند، وقيده بالسلاسل الحديدية، ورماه فى بئر وهو مصفد بالأغلال والقيود، وأطلق على حراسه اسم دهاكان نكاهيد 14 أى حراس الضحاك.
Bogga 50