استولى على الملك من جمشيد وقتله، وفى عهده انتشر السحر والفسق والفجور، وقرب إليه الشياطين والأشقياء، وكان يعاقب الناس بأن يضعهم فى القدور ويطبخهم، وحينما استشرى فساده، وضج الناس جميعا منه، وقتل كثيرا من الناس من أجل الحيتين قدم إليه رجل اسمه كاوه، يعمل بالحدادة وقال له: لقد قبضوا على ولدى ليقتلوهما من أجل حيتيك، فأمر الضحاك فأطلقوا سراحهما. وحينما خرج كاوه من عند الضحاك، قدموا دفترا يقرظون فيه الضحاك، وقالوا لكاوه: لقد سلك الضحاك فى عهده مع الرعية مسلكا كريما وعدل بينهم، وقد حرر جميع سادة إيران رسائلهم فحرر أنت أيضا رسالتك؛ لأنك أحد سادة إيران، فأخذ كاوه ذلك الدفتر ومزقه، وألقى به تحت الأقدام، وقال: أيها الناس هل عميت أبصاركم؟! وخرج ووضع الجلدة التى يلبسها الحدادون على رأس خشبة، وصاح: ليتبعنى كل من يريد أن يبحث عن أفريدون، فتبعه خلق كثير، واتجهوا إلى جبل البرز، وذهبوا إلى أفريدون، وسلموا عليه بالملك، فكرم كاوه، وأطلق على تلك الجلدة الدرفش الكاويانى، وأمر ففتحوا أبواب الخزائن، ومنح هؤلاء القوم أموالا كثيرة، وطرزت الدرفش بالدر والجواهر الثمينة ، وقد عظم ملوك العجم تلك الدرفش تعظيما شديدا، وكانوا يعودون مظفرين من كل مكان يذهبون إليه تحت لوائها وقد أضاف كل واحد عليها شيئا من الدر الثمين، حتى كان زمان عمر بن الخطاب فحاربوا فى صحراء القادسية ولحقت الهزيمة بالعجم، واستولى (المسلمون) على تلك الدرفش، ونزعوا منها الجواهر، وجعلوها كأن لم تكن شيئا. وبنى الضحاك مدينة بابل فى عصر جمشيد بأمره.
أفريدون بن أثفيان 11
Bogga 49