203
فإن كليبًا كان أكثر ناظرًا ... وأيسر جرمًا منك ضُرّج بالدّمِ رمى ضرع نابٍ فاستمر بطعنةٍ ... كحاشية البُرد اليماني المُسهمِ وقال زُفر بن الحارث: أفي الحكم إمّا بحدل وابن بحدل ... فيحيا وأمَّا ابنُ الزبير فيُقتلُ كذبتم وبيت الله لا تقتلونه ... ولما يكنْ يومٌ أغرُّ مُحَجَّلُ ولمّا يكن للمشرفيّة فوقكم ... شعاع كقرن الشَّمس حين ترحّلُ وقال الأشتر: بقّيتُ وفري وانحرفت عن العلى ... ولقيت أضيافي بوجه عبوسِ إن لم أشنّ علَى ابن حربٍ غارةً ... لم تخلُ يومًا من نهاب نفوسِ خيلًا دِراكًا كالسعالى شزّبًا ... تعدو ببيض في الكريهة شوسِ حَمِيَ الحديد عليهمُ فكأنهم ... لمعانُ برقٍ أوْ بريق شموسِ وقال الفضل بن العباس: مهلًا بني عمّنا عن نحت أثلتنا ... مهلًا بني عمّنا مهلًا موالينا الله يعلم أنّا لا نُحبُّكمُ ... ولا نلومكمُ ألاّ تحبّونا وقال آخر: لا تنصروا اللات إن الله مُهلكها ... وكيف ينصركم من ليس ينتصر إن الرسول مَتَى يَحْلُلْ بساحتكم ... يظعن وليس بها من أهلها بشر قال يزيد بن الحكم ليزيد بن المهلب: أبا خالدٍ قد هجت حربًا مريرةً ... وقد شمّرت حربٌ عوان فشمّر فإن بني مروان قد زال ملكهم ... فإن كنت لم تشعر بذلك فأشعر فقال: ما شعرت. فقال: فعش ملكًا أوْ مت كريمًا وإن تمتْ ... وسيفك مشهورٌ بكفِّك تُعْذَرِ قال الأخطل: بني أميَّةَ إنِّي ناصح لكمُ ... فلا يبيتنَّ فيكم آمنًا زُفَرُ مفترشًا كافتراش الكلب كلكله ... لشدة كائن فيها له جزرُ قال عطيَّة الكلبي: يا ثابتَ بن نعيم هل بكم ثور ... أم بعد عامك هذا تُطلبُ الإحنُ كم من أخٍ لك أوْ مولى فجعتُ به ... من الوقيعةِ لم يُنشر له كفنُ ومن يمانية بيضاء موجعةٍ ... ما إن يسوغ لها ماءٌ ولا لبنُ أنائم أنت أم مغضٍ علَى مضضٍ ... كلا وأنت علَى الأحساب تُؤتمَنُ قال مُحرز بن المكعبر: أبلغ عديًّا حيث صارت بها النَّوى ... فليس لدهر الطالبين فناءُ كسالى إذا لاقيتهم غير مَنْطِقٍ ... يُلهَّى به المحروب وهو عناءُ وإنِّي لأرجوكم علَى بطء سعيكم ... كما في بطون الحاملات رجاءُ أخبِّرُ من لاقيتُ إن قد وفيتمُ ... ولو شئت قال المخبرون أساءوا فهلاّ سعيتم سعي أسرة مازنٍ ... وهل كفلائي في الحروب سواءُ لهمْ أذرُع بادٍ نواشر لحمها ... وبعض الرِّجال في الحروب غُثاءُ كأنَّ دنانيرًا علَى قسماتِهم ... وإن كان قد شفَّ الوجوه لقاءُ قال أوس بن بكر: عصانيَ قومي والرّشاد الَّذي به ... أمرتُ ومن يعصِ المحرّب يندم فصبرًا بني بكر علَى الموت إنَّني ... أَرَى عارضًا ينهلُّ بالموت والدّم ولا تجزعوا ممَّا جنته أكفكم ... ولا تندموا ماذا يحين التندّم أقيموا صدور الخيل للموت ساعةً ... وموتوا كرامًا لا تبوؤا بمأثم قال إسماعيل بن عبد الله أبو مريم يحذر بني أمية من بني العباس: أَرَى خلل الرّماد وميض جمرٍ ... أحاذر أن يكون له ضَرامُ فإن النّار بالعودين تذكى ... وإن الحرب أولها الكلامُ فإن لم تطفئوها تجنِ حربًا ... مُشمّرة يشيب لها الغلامُ نأيتم عن بلادٍ عزَّ فيها ... لئام النَّاس واهتضم الكرامُ أقول من التعجب ليت شعري ... أأيقاظ أميَّة أم نيام قال سديف يُحرّض المنصور: اقصهم أيُّها الخليفة واقطع ... عنك بالسيف شأفة الأرجاسِ خوفُها أظهر المودة منهم ... وبها منكم كحد المواسي فلقد ساءني وساء سوائي ... قربهم من نمارقٍ وكراسي قال أبو عاصم الأسلمي يحرّض بني العباس علَى بني أميّة: إيّاكم أن يقول النَّاس قد قدروا ... عليهمُ ثمَّ ما ضرّوا ولا نفعوا إياكم أن تلينوا عند ذُلِّهمُ ... فذلك الذل فيه الصّابُ والسلعُ كانوا عُداةً فلما شبَّ جمعهم ... منّوا إليك بالأرحام الَّتي قطعوا

1 / 203