317

Zad Masir

زاد المسير

Tifaftire

عبد الرزاق المهدي

Daabacaha

دار الكتاب العربي

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٢ هـ

Goobta Daabacaadda

بيروت

(٢١٠) والرابع: أن سبعين من أهل الصفة، خرجوا إلى قبيلتين من بني سليم، عصية وذكوان، فقتلوا جميعا، فدعا النبيّ ﷺ عليهم أربعين يومًا، فنزلت هذه الآية، قاله مقاتل بن سليمان.
(٢١١) والخامس: أن النبيّ ﷺ لما رأى حمزة ممثلًا به، قال: «لأُمثلن بكذا وكذا منهم» فنزلت هذه الآية، قاله الواقدي.
وفي معنى الآية قولان: أحدهما: ليس لك من استصلاحهم أو عذابهم شيء. والثاني: ليس لك من النصر والهزيمة شيء. وقيل: إن «لك» بمعنى «إليك» .
قوله تعالى: أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ قال الفراء: في نصبه وجهان إن شئت جعلته معطوفًا على قوله تعالى: لِيَقْطَعَ طَرَفًا وإن شئت جعلت نصبه على مذهب «حتى» كما تقول: لا أزال معك حتى تعطيني. ولما نفى الأمر عن نبيه، أثبت أن جميع الأمور إليه بقوله تعالى: وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ.
[سورة آل عمران (٣): الآيات ١٢٩ الى ١٣٠]
وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافًا مُضاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٣٠)

ضعيف. عزاه المصنف لمقاتل، وهو متروك، وكذبه غير واحد. وله شاهد من مرسل الزهري ولكن مراسيل الزهري واهية، أرسله الزهري في أثناء حديثه.
- ويشهد له ما أرسله الزهري عقب حديث صحيح. وهو ما أخرج البخاري ٤٥٦٠ و٦٢٠٠ ومسلم ٦٧٥ والنسائي ٢/ ٢٠١ والشافعي ١/ ٨٦ و٨٧ وأحمد ٢/ ٢٥٥ وابن أبي شيبة ٢/ ٣١٦ و٣١٧ والطحاوي في «المعاني» ١/ ٢٤١ وأبو عوانة ٢/ ٢٨٠ و٢٨٣ وابن حبان ١٩٧٢ وابن خزيمة ٦١٩ والدارمي ١/ ٣٧٤ والواحدي في «أسباب النزول» ٢٤٦ والبيهقي ٢/ ١٩٧ و٢٤٤ من حديث أبي هريرة قال: «كان رسول الله ﷺ يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر، ويرفع رأسه: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. ثم يقول وهو قائم: اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام، وعيّاش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم كسني يوسف، اللهم العن لحيان ورعلا، وذكوان وعصيّة عصت الله ورسوله. ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما أنزل: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ.
- وقول «ثم بلغنا» هو من مرسل الزهري كما بينه الحافظ في «الفتح» ٨/ ٧١ فالخبر ضعيف.
وفي الباب من حديث أنس قال: «بعث رسول الله ﷺ سرية يقال لهم: القرّاء فأصيبوا، فما رأيت النبي ﷺ وجد على شيء ما وجد عليهم فقنت شهرا في صلاة الفجر ويقول: إن عصية عصوا الله ورسوله» .
أخرجه البخاري ٦٣٩٤ ومسلم ٦٧٧.
- الخلاصة: خبر عصية وذكوان ورعل صحيح، لكن كون الآية نزلت فيهم ضعيف. وقال الحافظ في «الفتح» ٨/ ٢٢٧: قول الزهري ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت ... هذا البلاغ لا يصح، لأن قصة رعل وذكوان كانت بعد أحد، ونزول الآية لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ... كان في قصة أحد، فكيف يتأخر السبب عن النزول؟!.
واه بمرة عزاه المصنف للواقدي واسمه محمد بن عمر، وهو متروك متهم بالكذب، فخبره لا شيء، والصواب في ذلك ما رواه مسلم وكذا البخاري، وأما الأقوال الثلاثة الأخيرة فليست بشيء.
- وخبر حمزة سيأتي في سورة النحل عند الآية: ١٢٦.

1 / 324