وكأنما الدنيا كلها قد أصبحت وليس فيها غير اللون الأحمر يصبغ به الشيوعيون كل شيء؛ لأنهم يحبونه، ويصبغ به «الديمقراطيون» كل شيء؛ لأنهم يحذرونه، وتعمى العيون إذن عن كل لون وعن كل نور غير هذا البلاء المحيط.
إن أعداء الشيوعية يحسنون صنعا في محاربة الشيوعية كلما عرفوا للأمم الشرقية حقوقها ولم يتخذوا من خوفهم حجة للعدوان والافتيات على تلك الحقوق، ذلك الافتيات الذي لا يجدي شيئا غير إثارة المخاوف في قلوب الآمنين.
ومن مصائب الدنيا أننا نعالج خوف الشمال بخوف اليمين، ثم نقف بينهما حائرين لا نملك إلا أن نتمثل شاعرنا الحكيم:
إذا استشفيت من داء بداء
فأقتل ما أعلك ما شفاكا
المذاهب والتعليم
في هذا الأسبوع تلقيت خطابا من «معلم» يسألني فيه رأيي عن تدريس المذاهب الشيوعية في مدارسنا، يسألني بصفة خاصة عن فصل من كتاب عنوانه «مشكلات فلسفية»، مكتوب عن الاشتراكية الماركسية بقلم الأستاذ «عبده فراج» على نمط لا يرتضيه المعلم صاحب الخطاب.
وأحب أن أقرر قبل الإجابة عن السؤال أنني أدعو إلى تدريس المذاهب جميعا للمتقدمين من الطلاب، ولا أقيد هذا التدريس بقيد غير التحقيق العلمي والتنزه عن الدعاية.
وأقرر كذلك أنني لا أعرف وسيلة لمقاومة الكتاب غير الكتاب، فإن الخطأ لا يثبت على النقد الصحيح، ولا سبيل إلى القضاء عليه أقوم من سبيل الإقناع.
وعلى هذا الميزان - ميزان التحقيق العلمي - أعرض ذلك الفصل الذي يسألني عنه كاتب الخطاب.
Bog aan la aqoon