333

ونهض في الطم والرم، والليل المدلهم، [وذلك في سنة أربع وأربعمائة] «1».

وسار في أخريات الخريف ثقة بطيب الهواء من جانب الجنوب، فاتفق عند اقتحامه تلك الديار أن سقطت ثلوج لم يعهد قبلها مثلها، فسدت مخارق تلك الجبال، وسوت بين الأباطح والتلال، وكلح وجه الهواء كلوحا أثر في الحوافر والأخفاف، فضلا عن المحاسر «2» و[188 أ] الأطراف، وضلت مهايع «3» الطرق فلم تعرف الميامن من المياسر، ولا المقادم من المآخر. واضطرت الحال إلى الانعطاف إلى أن يأذن الله ثانيا في الانصراف، ولكل شي ء حد محدود، وأمد ممدود.

Bogga 346