209

ثم أنهي إلى السلطان مراطنة بينه وبين أيلك الخان، بملطفات «1» سيرها إليه، ورسالات [118 أ] أغراه بها عليه، فاقتضاه الاحتياط نقله إلى جرديز «2»، إبقاء عليه من صدق ما أضيف إليه، واستتماما للصنيعة لديه، واحتراسا مما يلجأ إليه من أباطل ذلك الإفضال، وتكدير «3» ذلك الغدير. فبقي هناك على جملته إلى أن حقت عليه القضية، واخترمته المنية، وذلك في رجب سنة تسع وتسعين وثلثمائة. وأمر السلطان بحفظ جميع ما تخلف عنه على ولده أبي حفص، وتقريره في يده، وتمكينه من خدمته.

وأنشدني أبو منصور الثعالبي لنفسه فيه حين وهى أمره، وصفرت عن الملك يده:

من ذا الذي لا يذل الدهر صعبته ... ولا تلين يد الأيام صعدته «4»

أما ترى خلفا شيخ الملوك غدا ... مملوك من فتح العذراء بلدته

وكان بالأمس ملكا لا نظير له ... فاليوم في الأسر لا ينتاش «5» أسرته

Bogga 217