وبلغه لياذ طوائف من «1» الهنود بشعاب تلك الأعلام، واستتارهم بخمر الغياض والآجام، متحدثين بالتحزب للفساد، والتألب على العناد، فأغزاهم جيشا يدوخ [115 ب] مجالهم، ويفرق قبل الوصول أوصالهم، فولغت فيهم السيوف حتى رويت من رشاش دمائهم، وصدئت من مخالطة أحشائهم وذمائهم «2». وتهارب من سلم من ظباتها كالأوعال في ريود «3» تلك الجبال، يرون الكواكب ظهرا، والمنايا سودا وحمرا، وذاقوا وبال أمرها، وكانت «4» عاقبة أمرها خسرا، وانقلبت رايات السلطان إلى غزنة خافقة بالنجح الشائع، والفتح الرائع، والحول المتين، والنصر المستبين، وقد أشرق وجه الإسلام، وابتسم ثغر الإيمان، وانشرح صدر الملة، وانقصم ظهر الشرك والبدعة.
Bogga 212