203

وحدث نفسه أندپال بأن أباه قد لبس بردة الخرف، وعض على جرة الهرم، وقد طلع عليه نسر «1» الأسر، ودبران «2» الإدبار، وعوته عوى «3» الامتحان، وشالت به شولة «4» الخذلان، فقد حان أن يلقى حينه، ويتقاضى عليه الزمان دينه. ومن سنتهم «5» المطاعة فيهم، أن من حصل منهم في أيدي التائية «6» - وهم المسلمون- أسيرا، لم تنعقد له من بعد رئاسة، ولم تستتم له زعامة وسياسة. ولما رأى چيبال حصوله بين قيد الهرم وقد المذلة، آثر النار على العار، والمنية على الدنية، فبدأ بشعره «7» فحلق، ثم تحامل على النار حتى احترق.

ولما استتب للسلطان ما أراد، وانقاد له ما اقتاد «8»، ارتاح لغزوة أخرى يطرز «9» بها ديباجة مقامه، ويعلم بجمالها عذبات أعلامه، فمال نحو ويهند «10»، فضرب عليها بكلكل الاقتدار، حتى افتتحها صغرا، واعتاض منها بعد العسر يسرا.

Bogga 211