124

ولما شارف بخارى، استقبله الوزير عبد الله بن عزير والقواد على طبقاتهم مهنئين بها «10» ومبركين. ومضى فيهم إلى السهلة، ونزل بها وأخذ يلثم الأرض إلى أن بلغ السدة، ورفع له «11» الحجاب، وسار أمامه الحجاب، إلى أن وصل إلى الرضا، فاستوفى أدب الخدمة، ولبس ذل كفران النعمة، واستنزل «1» بعقبه إيلمنكو في كبار إخوته وقواده حتى إذا نودي بدابته للخروج من الدار، عدل بهم إلى بعض الحجر. وسلك هو والآخرون في القيود والأصفاد، وأطلق على الوقوف «2» بالباب أيدي الأولياء والحشم فطبقوهم بالسلب والنهب، وسلخوهم بين كل مضيق ودرب. وختمت حال أبي علي بيومه، و«3» ذلك يوم تطامن «4» فيه صوره «5»، واستقام صعره، وأنضج له ثمره، وأعيا [69 أ] على ورده صدره. كذلك كفران النعمة لا يرضى إلا بسخط صاحبه، وإيساد «6» الزمان عليه بأنيابه ونوائبه، و «7» رحم الله من قال فلقد أحسن المقال:

إذا المرء لم يرض ما أمكنه ... ولم يأت من أمره أزينه

وأعجبه العجب فاعتاده «8» ... وتاه به التيه فاستحسنه

فدعه فقد ساء تدبيره ... سيضحك يوما ويبكي سنة

Bogga 132