Wasiirrada iyo Kutubta
الوزراء والكتاب
Noocyada
[39]
يعرف بغريزة عقله، وحسن أدبه، وفضل تجربته ما يرد عليه قبل وروده، وعاقبة ما يصدر عنه قبل صدوره، فيعد لكل أمر عدته، ويهيئ لكل أمر أهبته، فنافسوا، معشر الكتاب، في صنوف العلم والأدب، وتفقهوا في الدين، وابدءوا بعلم كتاب الله عز وجل، والفرائض، ثم العربية، فإنها ثقاف ألسنتكم، وأجيدوا الخط، فإنه حلية كتبكم، وارووا الأشعار، واعرفوا غريبها ومعانيها، وأيام العرب والعجم، وأحاديثها وسيرها، فإن ذلك معين لكم على ما تسمون إليه بهممكم. ولا يضعفن نظركم في الحساب، فإنه قوام كتاب الخراج منكم، وارغبوا بأنفسكم عن المطامع، سنيها ودنيها، ومساوي الأمور ومحاقرها، فإنها مذلة للرقاب، مفسدة للكتاب. ونزهوا صناعتكم، واربئوا بأنفسكم عن السعاية والنميمة، وما فيه أهل الدناءة والجهالة، وإياكم والكبر والعظمة، فإنها عداوة مجتلبة بغير إحنة. وتحابوا في الله عز وجل في صناعتكم، وتواصلوا عليها، فإنها شيم أهل الفضل والنبل من سلفكم. وإن نبا الزمان برجل منكم فاعطفوا عليه وواسوه، حتى ترجع إليه حاله، وإن أقعد الكبر أحدكم عن مكسبه ولقاء إخوانه، فزوروه وعظموه وشاوروه، واستظهروا بفضل رأيه وتجربته وقديم معرفته. وليكن الرجل منكم، على من اصطنعه واستظهر ليوم حاجته إليه، أحدب وأحوط منه على أخيه وولده، فإن عرضت في العمل محمدة فليضفها إلى صاحبه، وإن عرضت مذمة فليحملها من دونه وليحذر السقطة والذلة والملال عند تغير الحال، فإن العيب إليكم، معشر الكتاب، أسرع منه إلى المرأة، وهو لكم أشد منه لها، فقد علمتم أن الرجل منكم قد يصفى الرجل، إذا صحبه في بدء أمره، من وفائه وشكره، واحتماله وصبره، ونصيحته وكتمان سره، وعفافه وتدبيره، بما هو حرى أن يحققه بفعاله، في غير حين الحاجة إلى ذلك منه، فابذلوا، وفقكم الله، ذلك من أنفسكم في حال الرخاء والشدة، والحرمان والمواساة، والإحسان والإساءة، والغضب والرضا، والسراء والضراء.
Bogga 67