Wasiirrada iyo Kutubta
الوزراء والكتاب
Noocyada
أما بعد، حفظكم الله يا أهل هذه الصناعة، وحاطكم ووفقكم وأرشدكم، فإن الله جل وعز جعل الناس بعد الأنبياء والمرسلين. صلوات الله عليهم أجمعين، ومن بعد الملوك المكرمين، سوقا، وصرفهم في صنوف الصناعات التي سبب منها معاشهم، فجعلكم معشر الكتاب في أشرفها صناعة، أهل الأدب والمروءة، والحلم والروية، وذوي الأخطار والهمم وسعة الذرع في الأفضال والصلة، بكم ينتظم الملك، وتستقيم للملوك أمورهم، وبتدبيركم وسياستكم يصلح الله سلطانهم ويجتمع فيهم، وتعمر بلادهم. يحتاج إليكم الملك في عظيم ملكه، والوالي في القدر السني والدني من ولايته، لا يستغني عنكم منهم أحد، ولا يوجد كاف إلا منكم، فموقعكم منهم موقع أسماعهم التي بها يسمعون، وأبصارهم التي بها يبصرون، وألسنتهم التي بها ينطقون، وأيديهم التي بها يبطشون. أنتم إذا آلت الأمور إلى موئلها، وصارت إلى محاصلها، ثقاتهم دون أهليهم وأولادهم وقراباتهم ونصحائهم، فأمتعكم الله بما خصكم من فضل صناعتكم، ولا نزع عنكم سربال النعمة عليكم. وليس أحد من أهل الصناعات كلها أحوج إلى استخراج خلال الخير المحمودة، وخصال الفضل المذكورة المعدودة، منكم أيها الكتاب، إن كنتم على ما سبق به الكتاب من صفتكم، فإن الكاتب يحتاج من نفسه، ويحتاج منه صاحبه الذي يثق به في مهمات أموره، إلى أن يكون حليما في موضع الحلم، فقيها في موضع الحكم، مقداما في موضع الإقدام، ومحجما في موضع الإحجام، لينا في موضع اللين، شديدا في موضع الشدة، مؤثرا للعفاف والعدل والإنصاف، كتوما للأسرار، وفيا عند الشدائد، عالما بما يأتي ويذر، ويضع الأمور في مواضعها. قد نظر في كل صنف من صنوف العلم فأحكمه، فإن لم يحكمه شدا منه شدوا يكتفي به، يكاد
Bogga 66