188

Wasiirrada iyo Kutubta

الوزراء والكتاب

[102]

وعليه قميص، محلولة أزراره، محمرة عيناه، فعلمت أنه كان أحيا ليلته، فسلمت، فرد السلام، وأمرني بالجلوس، ثم قال: هل تروي في السقي شيئا؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، كان إخوة من بني كنانة يسبئون الخمر من الشام، وينتجعونها ويجتمعون عليها، فمات أحدهم فدفنوه، فكانوا يجتمعون حول قبره ويشربون، ويصبون على قبره قدحه، فقال واحد منهم:

لا تصرد هامه من شربها ... اسقه الخمر وإن كان قبر

اسق أوصالا وهاما وصدى ... ناشغا يبشغ مثل المنهمر

كان حيا فهوى فيمن هوى ... كل عود ذو فنون ينكسر

فقال: أحسنت، وأمر لي بثلاثين ألف دينار، ووقع إلى إبراهيم بن ذكوان الحراني، فصرت إلى إبراهيم، فأوصلت إليه التوقيع، فأكثر التعجب، فقلت: ما يعجبك من هذا؟ أتضع أمير المؤمنين أن يصل بمثلها؟ قال: لا.

قلت: أفتضعني عن أن استحق مثلها؟ قال: لا، فهل لك في عشرة آلاف دينار. ولم أنقصك؟ هل غبنته فأنقصك الربح؟ لا، والله ما آخذ إلا ما أمر لي به، وتراجعنا الكلام ببعض الغلظة، فخرقت التوقيع وقلت: والله لا ذكرت ذلك حتى يذكره، فو الله ما ذكره، ولا أحدث شيئا، ومات، فذهب المال مني.

ذكر مخارق عن إبراهيم الموصلي: أنه كان مع الهادي يوما، وهو يتصيد، وانقطع الوتر، فاغتم لذلك، وتطير منه، وضجر، فنزل عمر بن بزيع، وكان إذ ذاك يكتب له ، فوقف بين يديه، ثم قبل الأرض، وحمد الله، فقال له موسى: أي موقف حمد هذا؟ فقال: الحمد لله على أن كانت العين بالقوس، ولم تكن بأمير المؤمنين، فسرى عنه، وحسن موقع ما كان من عمر، ووصله.

وكان الهادي يشتهي سماع قصيدة ابن قيس الرقيات التي أولها:

عادله من كثيرة الطرب ... فعينه بالدموع تنسكب

ويستحسن رويها، ويحب أن يمدح بمثلها، فقال عمر بن بزيع لسلم الخاسر ذلك، وأمره أن يقول في نحوها شيئا يمدحه به، ويصفه فيه، فقال سلم:

يممت موسى الإمام مرتغبا ... أرجو نداه والخير مطلب

Bogga 188