187

Wasiirrada iyo Kutubta

الوزراء والكتاب

قال: وأقبلت أنا وأبي نشتمه ونسبه، فلم يمض إلا مديدة يسيرة، حتى أفضى الأمر إلى الرشيد، وبلغ يحيى ما بلغ، قال: فبينا أنا واقف يوما مر بي موكبه، فبصر بي، فوجه فأحضرني، فدخلت إليه وهو على كرسي لم ينزع ثياب ركوبه، فقال لي: أين غبت عنا؟ فقلت له: أصلحك الله، ما لقيت منك ما يدعو إلى إتيانك! فقال: ويحك: إنك أتيتنا ونحن في حال نتخوف الجدران أن تسئ بنا، والإخوان فيها أن يحتالوا علينا، فلم يكن الرأي إلا ما أجبناك به، وما فارقتنا العناية بك، والإيجاب لحقك، ثم أمر له بعشرة آلاف درهم، وكتب إلى سليمان بن راشد، وكان عامله بأرمينية، فأمر له ببغال خلع، قال: فصرت أنا وأبي وجميع أهلي ندعو له، بدلا مما كنا نشتمه، وقصدت سليمان بن راشد وقد قدم إليه يحيى الخبر، فتلقاني بقائد من قواده في جماعة من الجند، فلما وصلت إليه، وجه إلي ببغال ودواب وتخوت ثياب، ثم غدوت إلى سليمان، فقال: قد كتب إلى أبو علي أعزه الله بحالك عنده، وهاهنا بشرى، وبشرى من أجل أعمالنا، فإن شيءت أن تخرج إليها فاخرج، وإن شئت فهاهنا من يبذل عنها خمس مئة ألف درهم، قال: فقلت تعجل ما يبذل هاهنا أحب إلي، وخرجت من عنده، فلم ألبث أن وجه إلي من وفاني المال، ووهب لي سليمان من ماله خمسين ألف درهم، فقبضت المال، وانصرفت إلى حضرة يحيى، فوجهت إليه ببعض تلك الطرف، فأبى أن يقبلها، وتبسم في وجهي، وقال: إنا لم نوجهك لننتفع بك، وإنما وجهناك لننفعك، وقد وفر الله عليك مالك، وسيتصل معروفنا عندك، فألزمنا. قال: فلزمته، فلم تفرق الأيام بيننا حتى كسبت به عشرين ألف درهم.

وذكر ابن دأب، وكان خاصا بموسى: أنه دخل عليه يوما، وهو على فراش، قال: فجلس

Bogga 187