43

وعلى فجأة منها رفع يدها إلى فمه فاختطف منها قبلة، وتمنعت خيلاء في رفق، فأرسلها وقال في شيء يشبه الاعتذار: لو كنت فنانا لخلدت موقفنا هذا.

فقالت باسمة: أيستحق عندك الخلود؟

فقال سيف: وهل تشكين يا خيلاء؟ لو كنت فنانا لأبدعت صورة لا نكبر فيها ولا نفترق، نكون فيها مثل هذين. لحظة مسحورة حقا. وأخذ يدها في شيء من القسر، فرفعها مرة أخرى إلى فمه فلمسها بشفتيه. وسمعا من ورائهما صوتا يقول في رفق: لحظة مسحورة حقا.

والتفتا إلى الوجه الباسم الذي طلع عليهما، وقالت خيلاء في صيحة مكبوتة: مولاتي!

فقالت ريحانة في مرح: أشركاني في حديثكما، فإنه يجلو قلبي. ماذا سمعت منك يا سيف؟ لحظة مسحورة؟

فقال سيف: نعم، لحظة مسحورة يا أماه.

وكان ينظر إليها باسما هادئا وهو واقف، ومضى قائلا في هدوء: كنا نتحدث عن هذا الوعاء المرمري. انظري إليه يا أماه.

ولمعت عينا الملكة في رفق وقالت باسمة: صورة طالما استرعت نظري.

وقالت في سرها: صورة قديمة تتجدد، وحديث يعيد نفسه دائما.

ووقفت تتأمل الصورة وهي لا تكاد تلتقط لفظا مما كان يقوله ولدها وهو يبين لها دقائقها، ويعيد عليها ما قاله لخيلاء.

Bog aan la aqoon