Weelka Marmarka
الوعاء المرمري
Noocyada
ورن صوته الغليظ رنين النحاس.
وقال حناطة: كانت يا مولاي وقعة حاسمة، أخذناهم جميعا في الشعب كما تؤخذ الفيران في مصيدة، فلم ينج منهم إلا من كان واقفا عند فم الوادي مترددا.
وخفق قلب سيف وهو يحس بوادر العاصفة. فمن هؤلاء الذين أوقع بهم حناطة في الشعب الضيق؟ أهم بعض قومه؟
ومضى حناطة الحميري قائلا: وجاس الرجال خلال الوادي كله، فلم يبقوا على شيء، قتلوا الرجال وغنموا النساء والأطفال وأحرقوا المزارع والقرى، وقد اخترت لك يا مولاي أبرع فتياتهن حسنا، وبعثت بهن إلى قصرك بشرى الانتصار.
وابتسم ابتسامة خفيفة.
فقال يكسوم: أحسنت يا حناطة. ليعلم الجميع أن العقاب قريب، وأن الفناء جزاء من يعين أعداء الملك، ولك أن تصنع ما تشاء بالأسيرات، فوزعهن أو احتفظ بهن، وأما الأطفال فاصنع بهم كما تريد.
وكان سيف يقول في نفسه: إنها قصة معادة، ولكنه حناطة الحميري هذه المرة هو الذي يقتل الرجال ويغنم النساء والأطفال ويبعث بأبرعهن حسنا إلى يكسوم. أهكذا وقعت خيلاء يوما من الأيام في يد رجل مثل حناطة؟
وقال حناطة: وإن أسفت على شيء فقد أسفت على إفلات ذلك الثعلب نفيل.
وصاح سيف في سره: نفيل؟
وقال يكسوم: إلى الجحيم أفلت. سوف تقع يدي عليه يوما وسوف يعرف جزاء الخائن كيف يكون. سأذهب إليه بنفسي وأستوفي منه دينه عضوا عضوا وقطعة من لحمه بعد قطعة. امض يا حناطة حتى لا تبقي ولا تذر. امض حتى لا تدع منهم باقيا أو هاربا. لقد جرأهم أبرهة بالعفو فحسبوا كل بارقة ذهبا.
Bog aan la aqoon