فقال في (الميزان): والكلام في الرجال لا يجوز إلا لتام المعرفة تام الورع (1).
وقال في (الموقظة): فلا بد من العلم والتقوى في الجرح، فلصعوبة اجتماع هذه الشرائط في المزكين، عظم خطر الجرح والتعديل (2).
وقال في (التذكرة): لا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذا إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان، وإلا تفعل:
فدع عنك الكتابة لست منها * ولو سودت وجهك بالمداد قال الله تعالى: * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * (3) فإن آنست يا هذا من نفسك فهما وصدقا ودينا وورعا وإلا فلا تتعن، وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله عليك لا تتعب، وإن عرفت أنك مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك، فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل * (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) * (4) فقد نصحتك. فعلم الحديث صلف، فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟
كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب (5).
أقول: ومن الواضح أنما عد الذهبي والسخاوي ابن عقدة فيمن يعتمد قوله في الجرح والتعديل لاتصافه بتلك الصفات: القوة في العلم وما يندرج فيها من حفظ
Bogga 52