وقوله: بل أي: ليس الأمر كما زعموا، له ما فِي السموات والأرض عبيدا وملكا، ﴿كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ﴾ [البقرة: ١١٦] قال مجاهد، وعطاء، والسدي: مطيعون.
والقنوت: الطاعة، والقانت: المطيع لله ﷿، ومنه قوله تعالى: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ﴾ [الزمر: ٩]، قال ابن عباس: هذا راجع إلى أهل طاعته دون الناس أجمعين.
وهو من العموم الذي أريد به الخصوص، وهذا قول مقاتل والفراء.
وقال السدي: هذا فِي يوم القيامة، تصديقه قوله: ﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ﴾ [طه: ١١١] .
وقال أهل المعاني: طاعة الجميع لله تعالى: تكونهم فِي الخلق عند التكوين، إذ قال: كن فكان كما أراده.
﴿بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [البقرة: ١١٧] البديع: الذي يبدع الأشياء، أي: يحدثها مما لم يكن، وبديع: بمعنى مبدع.
قال أبو إسحاق الزجاج: ﴿بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [البقرة: ١١٧]: منشئهما على غير مثال سابق، وكل من أنشأ ما لم يسبق إليه قيل له: أبدعت.
ولهذا يقال لمن خالف السنة: مبتدع.
لأنه أحدث فِي الإسلام ما لم يسبقه إليه السلف.
قوله: ﴿وَإِذَا قَضَى أَمْرًا﴾ [البقرة: ١١٧] أي: قدره وأراد خلقه، فإنما يقول له أي: لذلك الأمر الذي يريد وجوده، وما قدر الله وجوده، فهو كالموجود الشاهد، فجاز أن يخاطب.