إلهي قرعت باب رحمتك بكف رجائي، وهربت إليك لاجئا من فرط أهوائي، وعلقت بأسباب حبالك أنامل ولائي، فاصفح اللهم ما كان من زللي وخطائي، وأقلني من صرعة ردائي إنك سيدي ومولاي، ومعتمدي ورجائي في منقلبي ومثواي.
إلهي كيف تطرد مسكينا التجأ إليك من الذنوب هاربا، أم كيف ترد من ورد إليك شاربا، كلا وحياضك المترعة في ضنك المحول، وبابك مفتوح للطلب والوغول، وأنت غاية السؤل ونهاية المأمول.
إلهي هذه أزمة نفسي عقلتها بعقال مشيئتك، وهذه ذنوبي ذرأتها برحمتك، وهذه أهوائي المضلة وكلتها إلى جناب لطفك، فاجعل اللهم صباحي هذا نازلا علي بالسلام في الدين والدنيا، ومسائي جنة من كيد الأعداء ومرديات الهوى ، إنك على كل شيء قدير ^(1) تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير = تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب^(2) سبحانك وبحمدك من ذا يقدر قدرك ولا يهابك، ومن ذا يعلم ما أنت فلا يخافك، تألفت بقدرتك الفرق، فلقت برحمتك الفلق، وأنرت برحمتك دياجي الغسق، وأنهرت المياه من الصم الصياخيد عذبا وأجاجا، وأنزلت من المعصرات ماء ثجاجا، وجعلت الشمس والقمر للبرية سراجا وهاجا، من غير أن تمارس فيما ابتدأت به لغوبا ولا علاجا، فيا من تفرد بالبقاء، وعدل في القضاء، صل على محمد وعلى آله الأصفياء، واسمع ندائي، واستجب دعائي، وحقق بفضلك أملي ورجائي، يا خير من دعي لكشف الضر، ومن هو المأمول لكل عسر ويسر، بك أنزلت حاجاتي فلا تردني من سنى مواهبك ورحمتك خائبا، يا كريم يا كريم.
Bogga 47