[ دعاء الصباح ]
وأنا الفقير إلى عفو الله الشريف يحيى بن المهدي عن القاضي العلامة أحمد بن محمد الشامي، يرويه عن الشيخ الإمام شيخ شيوخ الإسلام أحمد بن حميد بن سعيد بسنده إلى أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب، أنما دعا به خائف إلا أمنه الله من الأعداء، ولا طالب حاجة إلا قضيت، ولا في عسرة إلا فرجها الله.
قال لي القاضي: كنت ببلاد مذحج خائفا من القتل فكنت أدعو به عند الصباح فيؤمني الله من شرهم، وغير مرة قد دخلوا علي يريدون قتلي فيحول الله بيني وبينهم ببركة هذا الدعاء، فكتبه لي ونقلته غيبا وسمعته عليه، وأجاز لي لمن قرأه روايته على صفته ونعته.
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجة، وسرح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه، وأتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه، وشعشع ضياء الشمس بنور تأججه ، يا من دل على ذاته بذاته، وتنزه عن مجانسة مخلوقاته، وجل عن ملائمة كيفياته، يا من قرب من خطرات الظنون، وبعد عن ملاحظة العيون، وعلم ما كان قبل أن يكون، يا من أرقدني في مهاد أمنه وأمانه، وأيقظني إلى ما منحني من منه وإحسانه، وكف أكف السوء عني بعزه وسلطانه، زيادة في شرح النهج. اللهم صل على الدليل عليك في الليل الأليل، والماسك من أسبابك بحبل الشرف الأطول، والناصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل، والثابت القدم على زحاليقها في الزمن الأول، وعلى آله الأخيار المصطفين الأبرار، وافتح اللهم لنا مصاريع الصباح بمفاتح الرحمة والفلاح، وألبسني اللهم من أفضل خلع الهداية والصلاح، واغرس اللهم في سرب جناني ينابيع الخشوع، وأجر لهيبتك من آماقي زفرات الدموع، وأدب اللهم نزق الخرق مني بأزمة القنوع، إلهي إن لم تبتديني الرحمة منك بحسن التوفيق فمن السالك بي إليك في واضح الطريق؟ وإن أسلمتني أناتك لقائد الأمل والمنى فمن المقيل عثراتي من كبوات الهوى؟ وإن خذلني نصرك عن محاربة النفس والشيطان فقد وكلتني إلى حيث النصب والحرمان.
إلهي أتراني أتيتك إلا من حيث الآمال، أم علقت بأسباب حبالك إلا حين باعدتني ذنوبي من دار الوصال، فبئس المطية التى امتطت نفسي من هواها، فواها لما سولت لها ظنونها ومناها، وتبا لها بجرأتها على سيدها ومولاها.
Bogga 46