============================================================
واستعصيت عليه فلا تأمن آن يستقصي الله عليك [ذنبك) (4) ويطالبك بحقوقه، فإذا أنت أسوأ الرجلين حالا: وبعد : فلو كنت في طهارة الملائكة من الذنوب، وفي مثل المرسلين من ربهم لوجب عليك أن تتبع حجة الله عز وجل، فقد أوجب الله عز وجل العفو، ومدح الكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، فكيف وفيك من الأسواء ما الله به عليم ؟
ويحك !! لا يغرنك الشيطان بأنك مظلوم فيما دهيت به، فتركن إلى الغرور، وتأبى الرضى بالمذمة، وتتيه في نفسك، وتحقد على من ذمك ويحك !! وإن كنت بريثأ من هذه الخصلة التي ذمت بها، فإن لها عندك أخوان موبقات قد سترها الله عليك، فلا ترى في نفسك النزاهة عن الذنوب، ولا تاخذك حمية الجاهلية، فيتخلى الله عنك ويزدريك بالذي أنت له أهل (1) ، فيبدي من فضائحك، وقبيح خبنك، وتسخيم وجهك ما يشغلك عن الوجدة على الذام (2).
(1) في الأصل : ويزدريك الذي انت له أهل (2) نعم . لا يوجد إنسان على وجه الأرض ما عدا الأنبياء والرسل بدون مساويء، وتلك حقيقة لا بفهها حق فهها إلا من ابتلى بالمذمة بلاء شديدا واعتقد ان تحذير الإمام أحمد رضي الله عنه الناس عن المحاسي كان سببأ في نضوج فلسفة المدح والذم عنده حتى عد الذم لمن يستحقه لقاء مساويء خفيت على مثله من الألمعيين قال الحسين بن عبد الله الخرقي : سأل المرزوي عما أنكر أبو عبد الله على المحاسبي، فقال : قلت لأي عبد الله - بن حبل : قد خرج المحاسي الى الكوفة وكتب الحديث، فقال : أنا أتوب من كل ما أنكر على أبو عبد الله، فقال : ليس لحارث توية، يشهدون عليه بالشيء ويجحد إنا التوبة لمن اعترف، ثم قال : حذروا عن حارث.
وقال ابو بكر بن حاد : إن الحارث مربه ومعه أبو حفص الخصاف. قال : فقلت له : يا أبا عبد الله، تقول أن كلام الله بصوت؟ فقال لأي حفص: أجب. قال ايو حفص: متى قلت بصوت احتجت ان تقول بكذا أو بكذا . فقال للحارث : ماذا تقول أنت 4 قال : اجابك ابو حفص فقال ابو عبد الله بن حنبل : أنا من ذلك اليوم أحذر عن حارث . والمروزي عن الحارث هنا: عنه عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق عن عبد الله قال : إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته
Bogga 186